بعد تجميد بويضات طفلة ذات عام ونصف.. خبراء: آمنة وننصح السيدات باللجوء إليها

بعد تجميد بويضات طفلة ذات عام ونصف.. خبراء: آمنة وننصح السيدات باللجوء إليها

تغيرت أولويات الأنثى عالميًا، فلم يعد الزواج أهم الأولويات، حيث تراجع لتحل محله أمور أخرى مرتبطة بالمهنة والطموح مما تسبب في ارتفاع سن الزواج، وهي في ذات الوقت نفس الأنثى المحبة للأطفال المتأثرة بعدم الحصول عليهن، معادلة صعبة كان الحل الأمثل لحلها استخدام العلم الحديث من خلال ما يسمى بعملية "تجميد البويضات".

وتتشابه العملية في إجراءاتها مع عملية التخصيب المجهري، لكن بدلا من تخصيب البويضة وإعادة زرعها في الرحم، تُجمّد بتقنية معينة ويمكن الاحتفاظ بها لعقدين أو ثلاثة.

الأمر فقط ليس قاصرًا على من ارتفع سن زواجهن، لكن تلك التقنية من شأنها أيضًا مساعدة من لديهن مشكلات صحية تحول بينهن وبين الإنجاب الآني.

ويحمل عالم "تجميد البويضات" من الغرابة ما يثير الدهشة، حيث يعزم الأطباء البريطانيون مطلع الشهر القادم على إجراء عملية "تجميد بويضات" لطفلة يبلغ عمرها عاما ونصف العام، حيث أصيبت الطفلة تالولة كوكس، بورم دماغي بحجم حبة العنب، جعل الأطباء يحاولون إنقاذها من الأعراض الجانبية للورم التي بينها العقم. 

وتم الإبلاغ عن أول ولادة بشرية من بويضة مجمدة في عام 1986، وقد تقدم حفظ البويضات بالتبريد بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية مع تحسن إجمالي نجاح البويضات التي نجت من عملية التجميد، لم يعد يعتبر إجراءً تجريبيًا.

وكشفت بيانات صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، عن اتجاه متوسط سن الزواج الأول لكل من الذكور والإناث إلى الارتفاع خلال الفترة من "2010-2019" حيث ارتفع للذكور من 28.7 سنة عام 2010 إلى 30.6 سنة عام 2019، وارتفع للإناث من 23.8 سنة عام 2010 إلى 24.9 سنة عام 2019.

"جسور بوست" ناقشت الأمر مع متخصصين للوقوف على طبيعة العملية ومدى فاعليتها.

فعالة وآمنة

قال أستاذ أمراض النساء والتوليد وعلاج العقم وجراحة المناظير وأطفال الأنابيب جامعة عين شمس، أحمد خيري: "إن إجراء عملية تجميد البويضات تتشابه كلية مع عملية الحقن المجهري من حيث مراحلها، حيث نبدأ أولًا بتنشيط البويضات وأتابعها من خلال "السونار" حتى تصل إلى الحجم الصالح للتخصيب، ثم نعطي الأنثى حقنة تفجير وخلال 36 ساعة منها نسحب البويضات ونخزنها لدينا في درجات حرارة مناسبة، وعندما تحتاجها السيدة سواء كانت غير متزوجة أو لديها حالة مرضية يتم تخصيبها بعد فك التجميد، ثم تُلقح بالحيوانات المنوية الخاصة بالزوج، وبعد بدء تكون الجنين نعيدها مرة أخرى إلى الرحم في صورة بويضة مخصبة "جنين".

وعن نسب نجاح تلك العملية قال "إن نسبة نجاحها تعتمد على عمر السيدة وحجم البويضات وحالتها، ثم يتحكم بها أيضًا جودة الحيوانات المنوية كمرحلة ثانية عند التخصيب، ويتحكم فيها جودة الحياة المنوية، فرضًا أن البويضة جيدة ولكن عند الحقن كان الحيوان المنوي ضعيفًا تأتي الأجنة ضعيفة فلا يحدث حمل، فالأمر إذن رهن عوامل عدة هي جودة البويضة والحيوان المنوي وجودة المعمل المخزن فيه البويضات، وخبرة طبيب المعمل وسن الإرجاع أي إرجاع البويضة بعد تخصيبها إلى الرحم، حيث يفرق سن السيدة ولكننا نستطيع التعامل مع تلك المشكلة من خلال عدد البويضات الذي نملكه، حيث يمكننا إعادة المحاولة أكثر من مرة".

وأضاف: "تلك العمليات في مصر فعالة وآمنة وناجحة بنفس نسب نجاحها في الدول الأخرى، وما زال الإقبال عليها في مصر ليس بكبير، لكن النسبة بدأت في الزيادة مع ارتفاع سن الزواج في مصر، حيث تقل كفاءة المبيض من حيث عدد البويضات وجودتها مع ارتفاع السن فيختلف الأمر عندما نسحب بويضات من سيدة لديها 35 عامًا عن أخرى فوق الأربعين، بخلاف أن المبيض ستعمل البويضات الأعلى جودة أولًا ثم الأقل فالأقل ومع تقدم السن بقيت لينا البويضات الأقل جودة".

وأكد أن تكلفة تلك العمليات في مصر أقل بكثير من غيرها من الدول بكثير، وكل العمليات فيها فشل ونجاح ونجاحها في مصر يوازي نسبة نجاحها في الخارج.

ودعا السيدات إلى اللجوء إلى تلك العمليات إذا كانت لديهن الرغبة في الإنجاب، حيث إن تقدم الطب أتاح للمرأة ذلك في سن لم يكن ممكنًا قبل ذلك.

آلية عمل تجميد البويضات

إذا استطاع العلم الحديث تقديم تلك الهبة إلى بنات حواء، فكيف إذن يتم تجميد البويضات.. آلية لا بد من التعرف عليها لاطمئنان الراغبات في إجراء تلك العملية.

وفقًا لوزارة الصحة المصرية، يقوم أولًا اختصاصي الخصوبة بإجراء تقييم لاحتياطي المبيض لتقدير العائد المحتمل للبويضات قبل دورة تحفيز المبيض، وسيشمل التقييم اختبارات الدم والموجات فوق الصوتية على الحوض، سيساعد هذا أيضًا في تحديد الجرعة اللازمة من الأدوية، ثم يتم إجراء تحفيز المبيض بنفس الطريقة التي يتم بها الإخصاب في المختبر (IVF) باستخدام الأدوية الهرمونية عن طريق الحقن، بعد التحفيز يتم شفط البويضات والسائل المحيط بها في حويصلات المبيض عن طريق المهبل تحت التخدير. 

يلي ذلك تقييم نضج البويضات تحت المجهر ويتم حفظ البويضات الناضجة بالتبريد تعرف بعملية التزجيج، هو الطريقة المفضلة لحفظ البويضات بالتبريد ويتم تحقيق ذلك عن طريق التبريد السريع للغاية إلى نيتروجين سائل حيث يمكن تخزينها، وعندما تكون المرأة مستعدة لاستخدام البويضات المجمدة للحمل، يتم وضع هذه البويضات المحفوظة بالتبريد في محلول تدفئة وتقييمها للتأكد من كفاءتها، يتم إخصاب البويضات التي نجت من عملية التجميد بحقن الحيوانات المنوية، حيث يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة في البويضة وتنمو البويضات المخصبة في المعمل حتى يصبح الجنين جاهزًا للانتقال إلى الرحم لتحقيق الحمل، عادة بعد 3 إلى 5 أيام من الإخصاب.

من يحتجن إلى تجميد بويضاتهن؟

وفقًا لتقارير صحفية ذات طابع علمي، يمكن لأي امرأة أن تختار الاحتفاظ ببويضاتها، لكن ثمة فئات تُنصح بضرورة إجراء هذه العملية، وهن من يعانين من أمراض وراثية أو أمراض في الدم من شأنها التأثير على عدد وجودة البويضات، أو تسبب العقم.

كذلك المصابات بالسرطان اللاتي يخضعن للعلاج الكيميائي، إذ يمكن لهذا النوع من العلاج التسبب في الإصابة بالعقم، وكبديل لعملية تجميد الأجنة "أي تجميد بويضات مخصبة بحيوان منوي" التي يرفضها البعض لأسباب عقائدية أو أخلاقية.

المتحولون جنسيا من إناث إلى ذكور، بحيث يصبح بمقدورهم الإنجاب لاحقا، أيضًا النساء اللاتي يخشين التقدم في السن وتراجع فرصهن في حدوث حمل طبيعي.

الحكم الشرعي لتجميد البويضات

أجازت دار الإفتاء المصرية عملية تجميد البويضات، مشيرة إلى عدم وجود "محظور شرعي إذا ما تمت وفق ضوابط معينة".

وأوضحت الفتوى بعد الاستناد على آيات قرآنية عن شرعية طلب الإنسان للذرية، أن "عملية تجميد البويضات الهدف منها الحفاظ على إمكانية الحمل في المستقبل حفظا للنسل" وقد أجازها العلماء.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية